تخريج المجلس الأول من أمالي المخلدي "الحديث الثالث"

تخريج المجلس الأول

من أمالي المخلدي الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي

المتوفى سنة 389 هـ

الحديث الثالث

قال المَخلَديُّ: أخبرنا أبو الوفاء المؤمل بن الحسن بن عيسى، حدثنا أحمد بن منصور الرَّمادي، حدثنا عبيدالله بن موسى، حدثنا سفيان، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر - رضِي الله عنهما - قال: كان يمين رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا ومقلِّب القلوبِ)).

تخريج الحديث:

روَى ابن عمر - رضِي الله عنهما - هذا الحديث، واختلف على أكثر الرواة عنه:

• فرواه عبيدالله بن موسى واختُلِف عليه:

1- فرواه أحمد بن منصور، عن عبيدالله بن موسى، عن سفيان، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر - رضِي الله عنهما -:

أخرجه المصنِّف هنا، ولم أقف على مَن أخرَجَه غيره.

2- ورواه أكثر من ثقة، عن عبيدالله بن موسى، عن سفيان، عن موسى بن عقبة، عن سالم، عن ابن عمر:

أخرجه الدارمي 2/ 108 (2355).

وعبد بن حميد (ص 241، رقم 741)، ومن طريقه ابن الجوزي في "ذم الهوى" (ص 64).

والخرائطي[1] في "اعتلال القلوب" 1/ 19 (14)، عن عباس الدوري.

كلُّهم عن عبيدالله بن موسى به.

وتُوبِع عبيدالله بن موسى على هذا الوجه:

أخرجه البخاري 11/ 531 (6628)، والبيهقي في "الكبرى" 10/ 27، وفي "القضاء والقدر" (ص 239، رقم 312)، من طريق محمد بن يوسف الفريابي.

والنسائي 7/ 2 (3761)، وأبو يعلى 9/ 392 (5521)، من طريق محمد بن بشر العبدي.

وابن ماجه في الكفارات ("تحفة الأشراف" 5/ 413) [2] ، وابن حبان 10/ 175 (4332)، وأحمد 2/ 25، وأبو يعلى 9/ 332 (5442)، والطبراني في "الكبير" 12/ 296 (13163)، من طريق وكيع.

وأبو يعلى 9/ 362 (5472)، وابن منده في "التوحيد" 1/ 280 (127)، من طريق أبي نعيم.

وابن الجوزي في "ذم الهوى" (ص64) من طريق موسى بن أعين.

كلهم عن سفيان الثوري به.

وتُوبِع سفيان على هذا الوجه:

أخرجه البخاري 11/ 521 (6617)، و13/ 388 (7391)، وأبو داود[3] 3/ 576 (3263)، والترمذي 4/ 113 (1540)، ومن طريقه ابن الجوزي في "ذم الهوى" (ص64)، ورواه النسائي في "الكبرى" 4/ 408 (7713)، وأحمد 2/ 67، والخطيب في "تاريخ بغداد" 14/ 225، ومن طريقِه الذهبيُّ في "تذكرة الحفَّاظ" 2/ 691، ورواه أبو نعيم في "الحلية" 8/ 172، 9/ 38، وابن منده في "التوحيد" 1/ 281 (131)، من طريق عبدالله بن المبارك.

والترمذي 4/ 113 (1540)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 325، من طريق عبدالله بن جعفر.

وأحمد 2/ 68، 127، والطبراني في "الكبير" 12/ 296 (13164)، وابن منده في "التوحيد" 1/ 280 (128)، من طريق وهيب بن خالد.

والطبراني في "الكبير" 12/ 297 (13165)، وابن منده في "التوحيد" 1/ 281 (130) من طريق يحيى بن عبدالله بن سالم.

والطبراني في "الكبير" 12/ 297 (13165)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 325، وابن منده في "التوحيد" 1/ 279 (126)، من طريق فضيل بن سليمان.

وتابَعَهم الدراوردي في الراجح عنه، وعبدالرحمن بن إسحاق في وجهٍ مرجوح عنه، كما سيأتي في الاختلاف عليهما، كلهم عن موسى بن عقبة، عن سالم، عن ابن عمر نحوه.

وخالَفَهم سليمان بن بلال:

فرواه عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن سالم، عن ابن عمر:

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" 1/ 105 (35 2)، عن محمد بن إسماعيل.

والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 315، من طريق علي بن أحمد السواق.

وابن منده في "التوحيد" 1/ 281 (132)، من طريق الحسن بن علي بن زياد.

كلهم عن إسماعيل بن أبي أويس عن أخيه، عن سليمان بن بلال، به.

قلت: وابن أبي أويس قال فيه الحافظ ابن حجر: "صدوق أخطأ في أحاديث من حفظه"، وقد خالَفَه عددٌ من الثقات، فرِوايته مرجوحةٌ، والله أعلم.

ورواه الدراوردي، واختُلِف عليه:

1- فرَواه أكثرُ من ثقة عن الدراوردي، عن موسى بن عقبة، عن سالم، عن ابن عمر:

أخرجه أبو يعلى 9/ 404 (5548)، عن إسحاق بن أبي إسرائيل.

وابن أبي عاصم في "السنة" 1/ 105 (236)، عن ابن كاسب.

وابن منده في "التوحيد" 1/ 280 (129)، من طريق موسى بن إسماعيل.

كلهم عن عبدالعزيز بن محمد الدراوردي به.

2- ورواه يعقوب بن محمد الزهري، عن الدراوردي، عن عقبة بن موسى بن عقبة، عن أبيه، عن سالم، عن ابن عمر.

أخرجه الدارقطني في "الأفراد" ("أطراف الغرائب" 3/ 375) من طريق يعقوب بن محمد، به.

وقال الدارقطني: "غريبٌ من حديث عقبة بن موسى عن أبيه عن سالم، تفرَّد به يعقوب بن محمد الزهري عن الدراوردي عبدالعزيز بن محمد عنه، ورواه إسحاق بن أبي إسرائيل عن الدراوردي، وعبدالله بن جعفر عن موسى نفسه، لم يذكر أبيه[4] عقبة".

قلت: ولعلَّ الوجه الأوَّل أرجح عن الدراوردي، حيث رَواه أكثرُ من ثقةٍ كذلك، في حين خالَفَهم يعقوب بن محمد، وهو صدوقٌ كثيرُ الوهم والرواية عن الضعفاء[5]، ولعلَّ هذا من أوهامه.

إضافةً إلى أنَّ الدراوردي قد تُوبِع على الوجه الأوَّل من عددٍ من الثِّقات كما تقدَّم.

ورواه الزهري، واختُلِف على أحد الرواة دونه:

1- فرواه عبدالله بن رَجاء المكي، واختُلِف عليه:

أ- فرواه أكثرُ من ثقةٍ، عن عبدالله بن رَجاء، عن عبدالرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر:

أخرجه النسائي 7/ 2 (3762)، والخرائطي في "اعتلال القلوب" 1/ 19 (13)، من طريق محمد بن الصلت.

وابن ماجه 1/ 677 (2092)، وابن أبي عاصم في "السنة" 1/ 105 (234)، عن إبراهيم بن محمد الشافعي.

وأبو يعلى 9/ 391 (5520)، عن محمد بن عباد المكي.

كلهم عن عبدالله بن رجاء به.

وتُوبِع عبدالله بن رجاء:

أخرجه الطبراني في "الكبير" 12/ 288 (13142)، من طريق بشر بن منصور.

كلاهما (عبدالله بن رجاء، وبشر) عن عبدالرحمن بن إسحاق الملقَّب بعباد، عن الزهري، به.

ب- ورواه إبراهيم بن سلام، عن عبدالله بن رجاء، عن عبدالرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن محمود بن لبيد، عن عبادة بن الصامت:

أخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 1611، عن الخضر بن أحمد بن أميَّة، عن أبي إسحاق إبراهيم بن سلام الكوفي، عن عبدالله بن رجاء به.

وقال ابن عدي: "هكذا قال: "عن الزهري عن محمود بن لبيد عن عبادة"، وإنما يُعرَف هذا من حديث سالم عن أبيه".

قلت: وإبراهيم هذا، الراجح أنَّه هو المكي، وهو ضعيف[6].

وعليه: فالراجح عن عبدالله بن رَجاء، وعن عبدالرحمن بن إسحاق هو الوجه الأول، ولا يَثبُت الوجه الثاني عنهما، والله أعلم.

ولكنْ خُولِف عبدالرحمن بن إسحاق في هذا الوجه الراجح عنه كما سيأتي في الوجه الثاني من الاختلاف على الزهري.

2- ورواه يونس بن يزيد، وعقيل، عن الزهري، عن حمزة بن عبدالله بن عمر، عن ابن عمر:

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" 1/ 106 (237)، عن دحيم، عن أيوب بن سويد، عن يونس بن يزيد.

وأخرجه ابن أبي عاصم أيضًا برقم (238)، عن ابن مسكين، عن ابن أبي مريم، عن ابن لَهِيعة عن عقيل.

كلاهما (يونس، وعقيل) عن الزهري به.

وذكَرَه ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 444 (1334) من رواية يونس ويزيد به.

وسأل أبا زرعة عنه وعن الوجه الأوَّل، فقال أبو زرعة: "حديث يونس وعقيل أصحُّ".

كما ذكَرَه ابن منده في "التوحيد" 1/ 181، من رواية يونس به.

قلت: وإسناد ابن أبي عاصم الأوَّل جيِّد، وإنْ كان فيه أيوب بن سويد، وقد قال الحافظ ابن حجر في حقِّه: "صدوقٌ يُخطِئ"، إلاَّ أنَّ هذا الحديث من روايته عن يونس عن الزهري، وقد قال ابن عدي في ترجمة أيوب: "له حديثٌ صالح عن شيوخ معروفين، منهم يونس بن يزيد بنسخة الزهري"[7].

وأمَّا إسناده الثاني ففيه ابن لَهِيعة، وهو معروفٌ بضعفه.

إلاَّ أنَّه ممَّا يُقوِّي صحَّته عن عقيل جزْمُ ابن أبي حاتم به، وتَرجِيح أبي زرعة له، ممَّا يدلُّ على ثبوته عندهما، إضافةً إلى مُتابَعة أيوب لابن لَهِيعة.

ولما تقدَّم: فلعلَّ الراجِح عن الزهري هو الوجه الثاني، لرواية يونس وعقيل له، وهما من أوْثَق أصحاب الزهري، في حين خالَفَهما في الوجه الأوَّل عبدالرحمن بن إسحاق، وهو صدوق، والله أعلم.